StatCounter





View My Stats

mercredi 16 novembre 2016

إلى التشيع يا عباد الله




Click here for further information

::: إلى التشيع يا عباد الله ::: عقيدتهم فى القرأن الكريم

الحمد لله
وبعد


فقد سبق التقدمة لهذه السلسلة
على الرابط إلى التشيع يا عباد الله ::: دعوة لعرض التشيع بلا تقية
وهى تتضمن دعوة للشيعة لعرض دينهم بلا تقية
مادموا يصرون على نشر التشيع .. فهلا نشروا التشيع بلا تقية !!
والضرورى للمدعو أن يعرف مصادر الدعوة الموجه إليه ومن أين تنتطلق
وما هى الركائز التى ترتكز عليها تلك الدعوة
فهل ترتكز دعوة الشيعة وتنطلق من مصادر الإسلام المتفق عليها بين المسلمين ؟
والتى هي (القرأن ـ السنة ـ الإجماع)

هذا ما نحاول التعرف عليه .. عقيدتهم فى القرأن ـ السنة ـ الإجماع
وللمحافظة على الترتيب والتسلسل
فهذا هو الباب الأول فى السلسلة
بعنوان (اعتقادهم في مصادر الإسلام)
وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول: عقيدتهم في كتاب الله.
الفصل الثاني: عقيدتهم في السنة.
الفصل الثالث: عقيدتهم في الإجماع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول: اعتقادهم في القرآن الكريم


في هذا الفصل نتناول - بمشيئة الله - أقوال الشيعة التي تبين اعتقادهم في كتاب الله سبحانه، فنعرض - أولاً - لمذهبهم في حجية القرآن وخروجهم في هذا الأمر عما أجمع عليه المسلمون، وذلك بقولهم: إن القرآن ليس بحجة إلا بقيم (هو أحد الاثني عشر)، وكذا قولهم: إن علم القرآن عند الأئمة، وقد اختصوا بمعرفته لا يشركهم فيه أحد، وكذا زعمهم بأن قول الإمام يخصص عام القرآن، ويقيد مطلقه.. إلخ.
ثم نعرض - ثانياً - لعقيدتهم في تأويل القرآن، ونتناول فيه قولهم: بأن للقرآن معاني باطنة لا يعرفها إلا الأئمة، وقولهم الآخر: بأن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم.
ثم نتناول - ثالثاً - عقيدتهم في نص القرآن وندرس هل الشيعة تقول بنقص القرآن وتغييره؟
هذا والشيعة تقول بأن القرآن مخلوق، حيث اقتفت أثر المعتزلة في ذلك، وسنتناول هذه المسألة في فصل عقيدتهم في الأسماء والصفات - إن شاء الله-.

المبحث الأول: اعتقادهم في حجية القرآن
سنقسم هذا المبحث إلى مسائل ثلاث: الأولى: قولهم: إن القرآن ليس بحجة إلا بقيم، والثانية : حصر علم القرآن ومعرفته بالأئمة، والثالثة: زعمهم بأن قول الإمام يخصص عام القرآن، ويقيد مطلقه.. إلخ.
المسألة الأولى: اعتقادهم أن القرآن ليس حجة إلا بقيم:
من المسلمات ... أن القرأن حجة ودليل
قال تعالى {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت، آية: 51.]..
ولكن للشيعة رأى أخر فى هذا
"ثقة الإسلام" (الكليني) يروي في كتابه: أصول الكافي والذي هو عندهم كصحيح البخاري عند أهل السنة [انظر: فصل "اعتقادهم في السنة" من هذا الكتاب.] يروي ما نصه: "... أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم: وأن علياً كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجة على الناس بعد رسول الله" [أصول الكافي: 1/188.].
كما توجد هذه المقالة أيضاً في طائفة من كتبهم المعتمدة كرجال الكشي [رجال الكشي: ص420.]، وعلل الشرائع [الصدوق/ علل الشرائع: ص 192.]، والمحاسن [البرقي/ المحاسن: ص 268.]، ووسائل الشيعة [الحر العاملي/ وسائل الشيعة: 18/141.]، وغيرها.




وهذه أمثلة
الصورة الأولى .. من كتاب "وسائل للشيعة ـ الحر العاملي"
والصورة الثانية ... من كتاب "علل الشرائع ـ للصدوق القمي"








فماذا يعنون بهذه العقيدة؟؟؟
أيعنون بذلك أن النص القرآني لا يمكن أن يحتج به إلا بالرجوع لقول الإمام؟
وهذا يعني أن الحجة هي في قول الإمام لا قول الرحمن،
أم يعنوان أن القرآن لا يؤخذ بنظامه إلا بقوة السلطان وهو القيم على تنفيذه؟
ولكن ورد عندهم في تتمة النص ما ينفي هذا الاحتمال وهو قولهم: "فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ، والقدري، والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم" [الحر العاملي/ وسائل الشيعة: 18/141.].

ومعنى هذا أن قول الإمام هو أفصح من كلام الرحمن، ويظهر من هذا أنهم يرون أن الحجة في قول الإمام لأنه الأقدر على البيان من القرآن، ولهذا سموه بالقرآن الصامت وسمو الإمام بالقرآن الناطق، ويروون عن علي أنه قال: "هذا كتاب الله الصامت وأنا كتاب الله الناطق" [الحر العاملي/ الفصول المهمة: ص 235.]. وقال: "ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم أخبركم عنه ..." [أصول الكافي: 1/61.].




وقبل أن نواصل الكلام
نقف وقفة مع الصورة السابقة
تلحظ فى النص رقم (928)
وبالتحديد .. ما لونته لك باللون الأخضر
وهو قولهم (فما نصنع بما خبرنا من المصحف ) ؟؟
والجواب ... تسألون علماء أل محمد "صلى الله عليه وسلم)
ويا ليت الأأمر توقف عند أى شخص من أل البيت
بل تعدى إلى التحديد .. علي ومن بعده من المعصومين
وتلحظ ذلك فى النص رقم ( 930)
وفيه (أن من إبتغي العلم عند غير علي هلك)
وفى النص رقم (931)
يؤكد على أن علي ومن بعده هم (القوام) جمع قيم
وأنهم باب وأنهم صراط
وبالجملة فلا أحد يعلم من القرأن شىء إلا الأئمة الإثنى عشر

وهنا لطيفة مهمة
لما سعي إلى مسامع الرافضة قولنا
(أنهم يعتقدون القرأن ليس بحجة إلا بقيم)
سارعوا يأولون معنى القوامة المقصود
وهو العلم أى ترجع إلى علي ومن بعده إذا أردت التعلم
فقلت فى نفسي .. هذا تأويل أقبح من الأصل
فمفاد كلامهم أنه لا يعلم أحد من الصحابة المتجاوز عددهم الألاف
يعلم من القرأن شىء إلا علي والمعصومين من بعده
فهل علي فقط هو أهل الذكر المعنيين فى قوله تعالى
(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
أم هو فقط المعني بقوله صلوات الله وسلامه عليه
(بلغوا عني ولو أيه) وبلغوا للجمع .. وتجاهل أحدهم وقال
أن الواو فى "بلغوا" إسمها واو علي
وما سمعنا فى أصول العربية (بواو علي) هذه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
نواصل .. نصوص شيعية تعارض ما قدمته
"ذكر الرضا - رضي الله عنه - يوماً القرآن فعظم الحجة فيه.. فقال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى.. جعل دليل البرهان [كذا وردت في المصدر المنقول عنه، وقد تكون صوابها «الحيران» لأن البرهان لا يحتاج إلى دليل.] وحجة على كل إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" [انظر: (المجلسي/ البحار: 92/14، ابن بابويه/ عيون أخبار الرضا: 2/130.].
وفي نص آخر لهم: ".. فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل.." [انظر: تفسير العياشي: 1/2، البحار: 92/17.].

ولهذه النصوص شواهد أخرى وهي تكشف لنا مدى التناقض والاضطراب الواقع في مصادر هؤلاء القوم

والمتأمل لتلك المقالة التي تواترت في كتب الشيعة يلاحظ أنها من وضع عدو حاقد أراد أن يصد الشيعة عن كتاب الله سبحانه، ويضلهم عن هدى الله، فما دامت تلك المقالة ربطت حجية القرآن بوجود القيم، والقيم هو أحد الأئمة الاثني عشر؛ لأن القرآن فسر لرجل واحد وهو علي، وقد انتقل علم القرآن من علي إلى سائر الأئمة الاثني عشر، كل إمام يعهد بهذا العلم إلى من بعده، حتى انتهى إلى الإمام الثاني عشر [سنبين هذا بالتفصيل - إن شاء الله - في فصل السنة.] وهو غائب مفتقد عند الاثني عشرية منذ ما يزيد على أحد عشر قرناً، ومعدوم عند طوائف من الشيعة وغيرهم..
فما دامت هذه المقالة ربطت حجية القرآن بهذا الغائب أو المعدوم فكأن نهايتها أن الاحتجاج بالقرآن متوقف لغياب قيمه أو عدمه، وأنه لا يرجع إلى كتاب الله، ولا يعرج عليه في مقام الاستدلال ؛ لأن الحجة في قول الإمام فقط، وهو غائب فلا حجة فيه حينئذ،

فإلى ما تدعون وبما تحتجون
وما هو الطريق الذى عليه تسيرون
حتى تدعون أهل السنة أن يسيروا معكم فيه
هو طريق عدم الإحتجتاج بالقرأن حتى يخرج الإمام
ويحضر الغائب ويقوم القائم
هل هذا هو ما تدعون إليه من التشيع ؟؟
عليكم من الله ما تستحقون
ـــــــــــــــــــ
الأفاضل أهل السنة
ها نحن فى الجزء الأول من السلسلة المباركة
فى فضح أقصد عرض التشيع بلا تقية
فتابعوا معنا
بقية المبحث الأول
المسألة الثانية: اعتقادهم بأن الأئمة اختصوا بمعرفة القرآن لا يشركهم فيه أحد:



التعديل الأخير تم بواسطة أبـو عـمــر الأنـــدلـســـي ; 10-16-2008 الساعة 01:15 AM
قال الإمام الخطابي رحمه الله

أنسْتُ بِوَحدتي ولَزِمتُ بيتي == فدامَ الأنسُ لي ونَمَى السُرورُ
وأدّبَـنـي الزمـانُ فــلا أبـالي == هُـجِـرْتُ فــلا أُزَارُ ولا أَزورُ
فـلـستُ بسائـلٍ ما دُمـتُ حيًّـا == أسَارَ الجُـنْدُ أم رَكِبَ الأميـرُ


قال الإمام البغوي:
(وقد اتفق علماء السنة على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم)


Click the summary again to hide this message.

من قتل الحسين وثائق وصور


حارثة بن سراقة




حارثة بن سراقة من شهداء بدر 09/10/2016 إسلام ويب شهِد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة للفئة المؤمنة التي شهدت غزوة بدر بالفضل، وبإخلاص نياتهم في الجهاد في سبيل الله، قال الله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ.. قراءة : 774 | طباعة : 58 | إرسال لصديق :: 0 | عدد المقيمين : 4 شهِد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة للفئة المؤمنة التي شهدت غزوة بدر بالفضل، وبإخلاص نياتهم في الجهاد في سبيل الله، قال الله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}(آل عمران:13). وعن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه - وكان أبوه من أهل بدر ـ قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: من أفضل المسلمين - أو كلمة نحوها - قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة) رواه البخاري. قال ابن القيم: "فسُعُود الأيام ونحوسها: إنما هو لسعود الأعمال وموافقتها لمرضاة الرب، ونحوس الأعمال إنما هو بمخالفتها لما جاءت به الرسل، واليوم الواحد يكون يوم سعدٍ لطائفة ونحس لطائفة، كما كان يوم بدر، يوم سعدٍ للمؤمنين، ويوم نحس على الكافرين". وقدِ استشهد من المسلمين في غزوة بدر أربعة عشر ـ ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار ـ كما ذكر ابن هشام وغيره في السيرة النبوية وهم: عبيدة بن الحارث، وعمير بن أبي وقاص، وعمير بن الحمام، وسعد بن خيثمة، وذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة، ومبشر بن عبد المنذر، وعاقل بن البكير الليثي، ومهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصفوان بن بيضاء الفهري، ويزيد بن الحارث الأنصاري، ورافع بن المعلى، وحارثة بن سراقة الأنصاري، وعوف ومعوذ ابنا العفراء وكان سنهما أربع عشرة سنة. وحارثة بن سراقة رضي الله عنه كان حينئذ غلاماً صغيراً، قال ابن سعد وابن عبد البر: "هو حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري، أمه الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْر عَمَّة أنس بن مالك، شهد بدراً، وقتل يومئذ شهيداً، قتله حبان بن العرقة بسهم وهو يشرب من الحوض، وكان خرج نظاراً يوم بدر (ممن يشاهدون القتال على مرتفع من الأرض ولا يشاركون فيه)، ورماه فأصاب حنجرته فقتله، وهو أول قتيل قُتِل ببدر من الأنصار". وقصة استشهاد حارثة رضي الله عنه يرويها البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ ـ وهي أُمُّ حارثة بن سُراقَة ـ أتتِ النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (يا نَبيَّ الله، ألا تُحدِّثُني عن حارثة ـ وكان قُتِلَ يوم بَدرٍ، أصابَهُ سهمٌ غَرْب (لا يعرف من أَي جهة رُمِيَ به) فإن كان في الجنة صَبَرتُ، وإنْ كان غير ذلك، اجتَهَدتُ عليه في البكاء؟ قال صلى الله عليه وسلم: يا أُمَّ حارثة إنها جِنانٌ في الجنَّة، وإنَّ ابنَكِ أصاب الفِردَوسَ الأعْلَى). وفي رواية أخرى: (أن حارثة بن سراقة قُتِل يوم بدر، وكان في النَّظَّارَة، أصابه سهم طائش فقتله، فجاءت أمه فقالت: يا رسول الله! أخبرني عن حارثة؟ فإن كان في الجنة صبرت، وإلا فليرينّ الله ما أصنع- تعني من النياحة -، وكانت لم تُحَرّم بعد!! فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: أوَ هبلتِ؟ إنّها جنان ثمان، وإنّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى). قال ابن حجر في الفتح: "كان ذلك قبل تحريم النوح، فلا دلالة فيه (أي على جواز النوح)، فإن تحريمه كان عقب غزوة أحد وهذه القصة كانت عقب غزوة بدر .. قول أم حارثة: (فإن كان في الجنة صبرت) أي: يسليني عنه علمي بشرف مصيره"، وقال القسطلاني قوله صلى الله عليه وسلم: "(أَوَ هبلتِ) للاستفهام أبكِ جنون؟! أما لكِ عقل؟! أو فقدتِ عقلك مما أصابك من الثكل بابنك حتى جهلت صفة الجنة، (أوَ جنة واحدة هي) بفتح الهمزة للاستفهام والواو للعطف، إنها جنان كثيرة في الجنة، (وإنه) أي ابنك حارثة في جنة الفردوس وهي أفضلها". حِرْص الصغار على الخروج في غزوة بدر: في " سِيَّر أعلام النبلاء " للذهبي: عن عامر بن سعد عن أبيه قال: "ردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن أبي وقاص عن بدر، استصغره، فبكى عمير، فأجازه، فعقدت عليه حمالة سيفه، ولقد شهدت بدراً وما في وجهي شعرة واحدة أمسحها بيدي". وأخرج ابن سعد عن الواقديّ من رواية أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه، قال: "رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول الله صلى اللَّه عليه وسلّم فيستصغرني فيردّني، وأنا أحبّ الخروج، لعل اللَّه أن يرزقني الشهادة، قال: فعُرِض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فردّه، فبكى فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره، فقُتِل وهو ابن ست عشرة سنة". وفي غزوة بدر كذلك قُتِلَ أبو جهل فرعون هذه الأمة على يد غلامين صغيرين: معاذ بن الجموح ومعاذ بن عفراء، ففي حديث البخاري قال عبد الرحمن بن عوف: (فابتدراه (معاذ بن الجموح ومعاذ بن عفراء) بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: أيكما قتله؟، فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال صلى الله عليه وسلم: كلاكما قتله). وكذلك حارثة بن سراقة رضي الله عنه كان صغيراً، وكان نظَّاراً - يشاهد المعركة، ولم يشارك في القتال-، ثم نزل للشرب من البئر فأصابه سهم طائش لا يُعرف من أي جهة جاء فقتله، ومع ذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمه أنه في الفردوس الأعلى من الجنة فقال لها: (يا أمَّ حارثة إنها جِنانٌ في الجنَّة، وإنَّ ابنَكِ أصاب الفِردَوسَ الأعْلَى)، فإذا كان هذا جزاء النظّارة الذين اختطفتهم سهام طائشة، فكيف بمن جاهد وقاتل وخاض إلى المنايا الغمرات الصعاب؟!.. وقد استراحت أم حارثة رضي الله عنها، وتقبلت أمر موت ابنها الشاب الصغير بصبرٍ واحتساب، بل بسعادة، لما أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن ابنها في الفردوس الأعلى، لأن من يحب أحداً يحب له الخير، ولا خير ولا أحسن ولا أفضل من الجنة. كل من اشترك في غزوة بدر له دوره ومنزلته، ودرجته وفضله، وحسبهم أن الله رفع ذكرهم وغفر ذنبهم، فمنهم من أكرمه الله بالشهادة ففاز بخيري الدنيا والآخرة، ومنهم من طال به العمر فما غيَّر ولا بدَّل، وصدق الله العظيم إذ يقول: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}(الأحزاب:23).

هل يصيب هذه الأمة عذاب الأمم السابقة؟




<br /> هل يصيب هذه الأمة عذاب الأمم السابقة؟<br />



ابتلى الله الأمم الغابرة بأصناف العذاب البالغة، وهذا العذاب على ضربين:
أولهما: عذاب الاسئئصال، وهو الذي يودي بجميع الأمة فلا يبقي منها ولا يذر، كما حصل مع قوم نوح عاد وثمود.
والثاني: هو ذلكم العذاب الشديد الذي يصيب الأمة ويزلزلها كالطواعين والطوفان والكوارث من خسف ومسخ، وقد عذب الله به فرعون وبني إسرائيل، وهذا النوع من العذاب لا يؤدي إلى فناء الأمة المعذبة برمتها.
وقد ذهب أهل العلم إلى أن النوع الأول قد رفعه الله عن البشرية ببالغ رحمته، ولو عذبهم به كان عادلاً جل وعلا: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} [فاطر:45]. ولم يرفع من هذا العذاب أصل جنسه، إذ من الممكن أن يسلط الله الريح أو الحاصب على أمة من الأمم من غير أن يستأصلهم به.
قال الحافظ المقدسي: "وتأمل حكمته تعالى في عذاب الأمم السالفة بعذاب الاستئصال لما كانوا أطول أعماراً وأعظم قوى وأعتى على الله وعلى رسوله، فلما تقاصرت الأعمار وضعفت القوى رفع عذاب الاستئصال، وجعل عذابهم بأيدي المؤمنين، فكانت الحكمة في كل واحد من الأمرين ما اقتضته في وقته" [مفتاح دار السعادة 1/255].
ويبين شيخ الإسلام أن الاستئصال إنما رفع برسالة موسى عليه السلام فيقول: "وكان قبل نزول التوراة يهلك الله المكذبين للرسل بعذاب الاستئصال عذاباً عاجلاً، يهلك الله به جميع المكذبين كما أهلك قوم نوح وكما أهلك عاداً وثمود وأهل مدين وقوم لوط وكما أهلك قوم فرعون،.... إذ كان بعد نزول التوراة لم يهلك أمة بعذاب الاستئصال، بل قال تعالى: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَـٰبَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأولَىٰ} [القصص:43]. بل كان بنو إسرائيل لما يفعلون ما يفعلون من الكفر والمعاصي يعذب بعضهم، ويبقى بعضهم، إذ كانوا لم يتفقوا على الكفر، ولهذا لم يزل في الأرض أمة من بني إسرائيل باقية" [الجواب الصحيح 6/442].
ويقول رحمه الله مبيناً الصورة الجديدة التي أرادها الله لردع أعدائه، ألا وهي الجهاد لهؤلاء الكفار ومراغمتهم حتى لا تبقى فتنة ويكون الدين لله: " المعروف عند أهل العلم أنه بعد نزول التوراة لم يهلك الله مكذبي الأمم بعذاب من السماء يعمهم كما أهلك قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وفرعون وغيرهم، بل أمر المؤمنين بجهاد الكفار كما أمر بني إسرائيل على لسان موسى بقتال الجبابرة" [الجواب الصحيح 2/251].
ولما بعث رسول الله كان رحمة للبشرية جمعاء كما في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ} [الأنبياء:107]. قال ابن عباس: "كان محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع الناس، فمن آمن به وصدق به سعد، ومن لم يؤمن به سلم مما لحق الأمم من الخسف والغرق" [القرطبي 11/350]. ومقصوده الخسف الشامل، وإلا فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر بوقوع بعضه فيما بينه وبين الساعة-كما سيأتي في حينه-.
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم أنه دعا الله أن لا يهلك أمته بسنة عامة، فقال صلى الله عليه وسلم: ((وإني سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة عامة... وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة)) [رواه الطبري في تفسيره 7/226، قال ابن حجر: إسناده صحيح. فتح الباري 8/293].
لكنه صلى الله عليه وسلم أخبر بوقوع أصناف من العذاب العميم الذي يصيب بعض الأمة دون بعض كما في أحاديث المسخ والقذف والخسف الذي يكون بين يدي الساعة.
وأما حديث جابر لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ} [الأنعام:65]. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعوذ بوجهك))، قال: {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: ((أعوذ بوجهك)) {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا أهون أو هذا أيسر)) [البخاري ح4628]. ففيه قال ابن حجر: "الإعاذة المذكورة في حديث جابر وغيره مقيدة بزمان مخصوص، وهو وجود الصحابة والقرون الفاضلة، وأما بعد ذلك فيجوز وقوع ذلك فيهم" [فتح الباري 8/293]. أي وقوع العذاب لبعض الأمة دون بعض.
قال شيخ الإسلام: "وكان من حكمته ورحمته سبحانه وتعالى لما أرسل محمداً أن لا يهلك قومه بعذاب الاستئصال كما أهلكت الأمم قبلهم، بل عذب بعضهم بأنواع العذاب كما عذب طوائف ممن كذبه بأنواع من العذاب" [الجواب الصحيح 6/443].
كما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمان لأمته، حين سأل الله أن يرفع عنهم العذاب، فقال: ((وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها وعشرون عامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم وعشرون عامة، وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً)) [مسلم ح2889].
قال شيخ الإسلام: "هذا الدعاء استجيب له في جملة الأمة و لا يلزم من ذلك ثبوته لكل فرد، وكلا الأمرين صحيح، فإن ثبوت هذا المطلوب لجملة الأمة حاصل، و لولا ذلك لأهلكوا بعذاب الاستئصال كما أهلكت الأمم قبلهم" [مجموع الفتاوى 14/150]..