لهفي عليك يا بني !
كيف وصلَت إليك ؟ وماذا جلبت عليك ؟ إنها بوابة الدخول إلى عالم السوءات .. فهي خطوة البداية ، وتأت بعدها خطوات المخازي !!
أمل تحوَّل في لحظة إلى ألم
شعرت بأني بنيت قصري فوق الرمال ، وغرست بذري في أرض لا تنبت إلا المحال
أحسست بدوار يعصف بي ، وبحسرة مرَّة في قلبي ، وشعرت ببركان الغضب يجتاحني ، وبزلزال القهر يعبرني .. تبعثرت أحلامي مع دخان سيجارته !
سقطت عيني في عينه ، فتفجرت عيوني بالدموع !
وليس الذي يجري من العين ماؤها ولكنها روح تسيل فتقطر
أركبته بجواري ، وذهبت به إلى جوار بيتي .. انسلَّت رائحة الدخان من بدنه لتستقرَّ في أنفي كسهم مسموم غُرس في حبَّة القلب .
طلبت منه أن يبقى في مكانه حتى أعود إليه ..
دخلت إلى بيتي في عجل .. أخذت ما وقع تحت يدي من طعام وشراب ، وعدت إليه وقد ذهب به الروع كلَّ مذهب !
لم أنبس ببنت شفة .. غمست وجعي في صبري ، وأسررت بألمي لنفسي ولم أبده له .. لم تفضحني سوى زفراتي !!
توجهت به من جدة إلى بيت الله العتيق بمكة ..
وهناك حيث تتنزل الرحمات ، وتقال العثرات .. طفنا ببيت الله الحرام ، تناثرت خطايانا مع خطواتنا .. هكذا شعرنا !
صلينا ما كُتب لنا .. تخففنا من أحمالنا .. وخلعنا ما على ظهورنا من هموم وغموم ..
جلسنا سوياً ، والكعبة أمامنا ، والمصاحف بأيدينا ، والطائفون يحومون بجوارنا في مشهدٍ لا أجمل منه ! يفيض بالأنس ، وينطق بالطهر ، وينبض بالنقاء ..
وفي لحظة من لحظات الصفاء ..
قام الابن صوب رأس أبيه يجرُّه إليه ، ويقبِّله عليه ..
ودموع الندم البريئة تغسل آثار الخطيئة ..
وعاد الابن الصالح ليغرس بذرة الأمل في صحراء اليأس .. وقد كان !
جميع الحقوق محفوظة © للشبكة الإسلامية هاجس 2004 - 2007 المملكة العربية السعودية ص . ب
34416 جدة 21468
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire